Home

  Welcome Message   

Syriac Orthodox Church of Antioch
 Archdiocese of the Western United States

 


Organizations
 

 

 

Life of Jesus

 

 

Bible

 

 


Home

أحـد وحـي يـوسـف

عن البطريركية الجليلة: ـــ

القراءات:
رسالة بطرس الأولى (5: 1ـ 14)
رسالة مار بولس الرسول إلى أهل أفسس (2: 19ـ 22 و3: 1ـ 12)
الإنجيل المقدس بحسب الرسول متى (1: 18: 25)

بقلم قداسة سيدنا البطريرك موران مور إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى


«يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك فإن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم» (مت 1: 20و21)

دجى الليل وغفت النجوم وعمّ الكون الهدوء والسكون ولكن نفس يوسف الصدّيق خطيب العذراء مريم كانت مضطربة، فقد سيطر عليها القلق والاضطراب وكانت كقارب صغير يمخر عُباب يمٍ كبير، بل كريشة في مهب الريح، فالعذراء مريم خطيبته كانت قد عادت من الجبال من مدينة يهوذا من زيارة اليصابات وزكريا الكاهن، عادت إلى الناصرة ولكن لا كما ذهبت فعلامات الحمل بدت عليها. اضطرب يوسف وبدأ يسأل نفسه قائلاً: هل غرّر أحد بالعذراء مريم فحملت منه؟ إنّه متأكد من أنها طاهرة نقية بل قديسة، ويعرف أنها قد غادرت الناصرة بمعرفته وذهبت إلى بيت طهر ونقاء إلى بيت زكريا الكاهن ومكثت هناك ثلاثة أشهر وقد عادت الآن. ويعرف أيضاً كما نحن نعرف أن المسافة ما بين مدينة يهوذا والناصرة مائة ميل، كان الشخص يقطعها مشياً على الأقدام مدة خمسة أيام. يعرف يوسف كل ذلك، ولكنه اضطرب كثيراً عندما شاهدها وقد بدت عليها علامات الحَبَل. لابدّ أنّه سألها وأخبرته بقصة الملاك جبرائيل وبتبشيره إياها بحبل ابن اللّه. لا بدّ أنها أخبرته بأنها قد حملت ابن اللّه الوحيد بقوة الروح القدس، ولابدّ أنها أخبرته كيف أن اليصابات دعتها أم ربي فهي أم الرب ولكن يوسف لا يمكن أن يصدق هذه الأمور التي تفوق إدراك البشر في الماضي والحاضر وإلى الأبد. اضطربت نفسه جداً وهو يحاول أن يوفّق ما بين الشريعة الموسوية وبين ما هو فيه من تجربة قاسية. فإن الشريعة كانت تحكم على الزانية بالرجم بالحجارة ولئن لم يكن بإمكان اليهود في تلك الأيام أن يطبّقوا هذه الشريعة وهم تحت استعمار الرومان ولكن خرجوا بشيء آخر وهو أنه إذا وُجدت امرأة كذلك تُخلّى أي يُعطى لها كتاب طلاق فتترك لحالها. هل يفعل يوسف هكذا مع العذراء مريم؟ هل يستطيع أن يوفّق ما بين الشريعة وبين الشكوك التي ساورته؟

إن السماء لا تتركنا حيارى أيها الأحباء خاصة عندما نلتجئ إلى اللّه في ظروف صعبة كهذه ندخل خلالها في تجارب لا نستطيع أن نتحملها كبشر. أجل! لقد التجأ يوسف إلى اللّه وهو بار وصدّيق فجاءه ملاك الرب في حلم قائلاً له: «لا تخف يا يوسف» إنه قد خاف لئلا يشترك بخطية هذه التي حملت ولا يعلم من أين، خاف أيضاً لئلا إن أعطاها كتاب الطلاق يكون قد أجرم بحقّها وهي بريئة، إنه رجل صدّيق لذلك أرسل اللّه الملاك ليطمئنه قائلاً له: «لا تخف يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك»، هنا نقف حيارى أيها الأحباء عندما نسمع الملاك يقول للصدّيق البار يوسف أن مريم هي امرأته، كان خطيبها ولا نستطيع أن نفسّر هذا الأمر ما لم ندرس العادات الاجتماعية لدى اليهود في تلك الأيام.

نحن السريان قد ورثنا ممارسات اجتماعية دينية كثيرة من العهد القديم ومن الجملة عادة ممارسة مراسم الزواج. حتى اليوم لا يفهم العديد من الناس ما معنى خطبة الإملاك ولئن دونت في كتب الأكاليل. كان وما يزال عندنا عندما تُخطب فتاة لرجل قبل مراسم الإكليل كان هناك خطبة الإملاك هذه الخطبة تعتبر زواجاً كاملاً شرعياً ولئن لا تعتبر إكليلاً، فبعد أن تتم مراسم العقد بين الرجل والمرأة أو من كان وكيلاً للرجل ووكيلاً آخر للمرأة فبعد عقد خطبة الإملاك يعتبران حقاً زوجين ولئن لم يدخل الزوج بعد بخطيبته التي تعتبر زوجته شرعاً. وكان يحقّ للرجل أن يعرف خطيبته التي يجوز أن تدعى امرأته أن يعرفها معرفة زواجٍ قبل أن تُزفّ إليه، لذلك الملاك يدعوها امرأته بقوله له: «يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك»، ودعاها امرأته ولئن لم تكن قد زُفّت إليه باحتفالٍ أمام الناس، فقد كان قد عُقد له عليها عقد خطبة الإملاك، وكانت الخطبة عادة في بيت أهلها. وفي حال السيدة العذراء مريم نحن نعلم أنها كانت ربيبة الهيكل تربّت في هيكل الرب على يد النسوة التقيات الفاضلات، يتيمة نشأت بالتقوى ومخافة اللّه. وبحسب تقليد اليهود كان لا بد أن تُخطب لرجل ما من أقاربها لذلك لم يكن لها وليّ أمر سوى أقاربها فعندما بلغت الثالثة عشر من عمرها اجتمع هؤلاء الكهنة وبعض أقارب العذراء مريم وحتى إن أقرب من يكون إليها كان يوسف الصدّيق يوسف كان رجلاً بسيطاً تقياً يخاف اللّه ويعمل بالنجارة، عندما صار القرار أنّ يوسف سيكون زوجاً للعذراء مريم وكان يوسف أرملاً هذا ما يثبته التاريخ المسيحي الصحيح وأثبته وذكره أوّل مؤرخ مسيحي في القرن الرابع هو اوسابيوس أنّ يوسف كان أرملاً، فعندما صار القرار أن تكون زوجة له وكان لا بدّ أن تقبل به زوجاً وهي في الثالثة عشر من عمرها، عقد إملاك عليها فأصبحت امرأته شرعاً لا فعلاً لأنه كان لابدّ أن تُزفّ إليه في احتفالٍ كبير لإعلان هذا الزواج وكما قلنا كان يحق لها أن تكون في بيت أهلها وحيث أنّه لم يكن لها بيت هذه اليتيمة المسكينة لذلك أخذها يوسف إلى عنده إلى بيته في الناصرة منتظرين تعيين الموعد الذي تزفّ فيه إلى يوسف علناً، فعندما وُجدت حُبلى بعد عودتها من مدينة يهوذا من زيارة نسيبتها أليصابات وزكريا الكاهن لم يشكّ أحد من أقربائها وغيرهم بها، وظنّوا أنها قد حملت من يوسف نفسه لأنه كان له حق أن يعرفها معرفة زواج حتى قبل أن تُزفّ إليه، لذلك لم يشك أحد فيها إلا يوسف وحده.

عندما رآها حبلى دخل في تجربة قاسية وفكّر بنفسه قائلاً: هل غرّر بها أحدٌ؟! هذه الفتاة الطاهرة التقية النقية الطاهرة القديسة كيف حملت؟! قلنا لا بدّ أنها شرحت له هذا الأمر ولكنه كان قلقاً كريشة في مهب الريح مضطرباً، والتجأ إلى اللّه ليعلمنا عندما ندخل في تجربة علينا أن نلتجئ إلى اللّه. الرب أرسل إليه ملاكه فقال له في حلم: «لا تخف يا يوسف ابن داود»، دعاه باسمه وذكّره أن المسيا المسيح يأتي من نسل داود ذكره انه ابن داود «لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس» ليس هذا فقط وستلد ابناً وتسميه يسوع. أعطاه صلاحية الأب الذي يحقّ له وحده أن يطلق اسماً على ابنه، وذكر الملاك اسم على الطفل الذي كان جنيناً في أحشاء العذراء مريم، فقال ليوسف «وتدعو اسمه يسوع»، ومعنى يسوع «يشوع» بلغتنا الآرامية السريانية التي كانت اللغة الوحيدة التي يتكلّمها ذلك الشعب في تلك الأيام، معنى يشوع «اللّه المخلص» والملاك يشرح ليوسف لماذا يسميه يسوع قائلاً له «لأنه يخلص شعبه من خطاياهم»، هذه هي رسالة الرب يسوع أن يخلص شعبه من خطاياهم، فعندما استيقظ يوسف ككل بارٍ وصدّيق يؤمن بالوحي الإلهي وتعاليم السماء كافة، عندما استيقظ أخذ مريم امرأته أي زُفت إليه أعلنت امرأة له ولم يعرفها، لم يعرفها معرفة زواج حتى ولدت ابنها البكر الابن البكر الذي هو يسوع.

إنّ بعض المشككين الذين لم يؤمنوا بتقاليد الكنيسة وتعاليم الرسل التي تداولها أبناء الكنيسة عبر الدهور والأجيال، قالوا: طالما قيل أنّه لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر يعني ذلك أنّه عرفها بعد أن ولدت ابنها البكر ولذلك سُمّي بكراً أول فيظهر أنه يوجد أولاد آخرون. هذه الضلالة جعلت أولئك الناس الذين لم يفهموا روح الكتاب المقدس لم يعلموا أن كل ابن إذا ولد أولاً لوالدين يدعى بكراً إن كانت أمه ولدت آخرين بعده أو لم تلد، فهو بكر العائلة، فالرب يسوع هو بكر الآب السماوي وبكر العذراء التي لم تلد غير يسوع. هل يعقل أن يعرفها يوسف وهو يعلم طهرها ونقاءها وهو يعلم أنها بُشرت من الملاك بأن تلد، تحبل وتلد ابناً هو يسوع مخلص العالمين وليس هذا فقط بل يسوع الذي دُعي أيضاً عمانوئيل بحسب نبوّة إشعياء النبي عنه في القرن الثامن قبل الميلاد بقوله: «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية» الإنجيل المقدس فسّر هذه اللفظة عمانوئيل السريانية قائلاً عمانوئيل الذي تفسيره اللّه معنا. هل يعقل أن يوسف بعد أن يسمع هذا الكلام المقدس يعرف تلك الفتاة العذراء الدائمة البتولية معرفة زواج؟ هل يُعقل أن هذا الاسم وهذه الصفة التي أطلقت على العذراء منذ البدء أنها دائمة البتولية والتي وصفتها بهذه الصفة السماء على لسان إشعياء النبي القائل: «ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل»، فهل يتجاسر يوسف وهو بار وقديس وكان رجلاً كامل السن وأرملاً أن يعرفها معرفة زواج؟

وفي هذا الصدد لابدّ أن نذكر أنّ في الكتاب المقدس دُعي بعضهم إخوة للرب يسوع لم يكونوا أشقاءه بل أقرباؤه، ففي العهد القديم كل قريب للإنسان من بني خؤولته أو عمومته يعتبر أخاً له، فعندما نقول: أخو فلان لا يعني أنه أخوه شقيقه أو أخوه من أمه وأبيه فأخوه لأنه ابن من أبناء خالته أو عمه أو عمته. فالعذراء مريم ولدت ابنها البكر ولم تلد ابناً آخر ولا بنتاً ولا أحد فبكرها يسوع المسيح لأنه أول من ولد من العذراء ولم يولد أخ، والذين يدعون إخوة الرب هم الذين كانوا من أقاربه، وفي هذا المجال نقرأ في التاريخ أن المؤرّخ المسيحي يوسابيوس في القرن الرابع يعتبرهم أولاد يوسف الأرمل قبل زواجه من العذراء مريم ويعتبرون أيضاً أولاد خؤولته أو عمومته، هذا الأمر يبرهن لنا على عقيدة سامية أن العذراء مريم هي دائمة البتولية، إذن لا تخف يا يوسف أن تأخذ العذراء مريم أن تأخذها هذه امرأتك شرعاً عُقد لك عليها عقد زواج ولئن لم تعرفها ولئن لا يحق لك أن تتزوجها وهي دائمة البتولية.

هذه عقيدتنا أيها الأحباء لذلك نرى الدرس الخالد الدرس الروحي الذي علينا أن نأخذه من حادثة ما نسميه جلينا ديوسف جليان يوسف حتى أن آباءنا ترجموا هذه الكلمة الى جليان يوسف أي ما أوحي به ليوسف عن حقيقة العذراء مريم.

إذن فالعذراء مريم أيها الأحباء، استحقت بتواضعها أن تكون والدة الإله الأمر الذي قرّرته الكنيسة واعترفت به وكل من لا يعترف بذلك أن العذراء والدة الإله وأنها دائمة البتولية يكون قد حاد عن الحق. في أحد جليان يوسف في هذا اليوم دروس قيّمة نأخذ من هذا البار، أولاً عندما ندخل في تجربة علينا أن نلتجئ إلى اللّه، ثانياً عندما تساورنا الشكوك بتجربة إبليس وإذا دخلت الشكوك الى البيت تخرج المحبة منه ويخرب ذلك البيت مثلما قال الرب «كل بيت ينقسم على ذاته يخرب»، فعلينا في أحوال كهذه أن نلجأ الى الرب. إن كان الرب قد أرسل ملاكه ليوسف لكي يثبته على محبة العذراء ويطلعه على السر الإلهي، فنحن يرسل الرب ملاكه دون أن نعلم إلى أفكارنا لكي يثبّتنا على إيماننا ومحبتنا بعضنا لبعض، كذلك في جليان يوسف أن الرب دُعي يسوع لأنه قد جاء إلينا ومعنى يسوع اللّه يخلص ودعي عمانوئيل اللّه معنا فقد جاءنا الراعي الصالح وفتّش عنّا يوم كنا كخروف ضال ووجدنا ووضعنا على منكبيه وأتى بنا الى حظيرة الخراف. ودعي عمانوئيل اللّه معنا أي أن يكون اللّه معنا ونكون أيضاً نحن معه وبذلك إذا آمنا بالرب يسوع ايماناً متيناً نرى أنفسنا حتى في الشدة، في التجارب، في كل وضع من أوضاع هذه الحياة، نرى أنفسنا أننا مع اللّه وأن اللّه معنا ولا يتخلى عنّا ابداً.

أسأله تعالى في هذه اللحظات أحبائي أن يُزيل عنا كل تجربة لا نتحملها وأن نصطبر ونحن نصلي الصلاة الربية لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير أن يخلصنا جميعاً من الشرير والأشرار في آن واحد ونعمته تشملكم دائماً أبداً آمين.

 

 

 

Latest Burbank, California, weather


The Western Archdiocese of the Syriac Orthodox Church of Antioch, providing spiritual guidance and leadership to the Syriac Orthodox community, is a 501 (c) (3) non-profit, tax-exempt organization comprised of 10 churches and parishes in 17 western states. It was established in 1952 as the Archdiocese of the Syrian Orthodox Church encompassing the entire United States and Canada. In November 1995 by the Holy Synod, the Western Archdiocese was formed to exclusively serve the 17 states of the western half United States.


417 E. Fairmount Rd., Burbank, CA 91501
Tel: (818) 845-5089 Fax: (818) 953-7203
E-mail: bishopric@soc-wus.org

 

� Copyright 2010 Syriac Orthodox Church of Antioch -  Archdiocese of the Western United States